#سلسلة_وقفات_قرآنية / 16 >>عن التقوى التقوى - أبوسعيد العباسي

سلسلة وقفات قرآنية/16
الآية السادسة عشر
#سلسلة_وقفات_قرآنية / 16 >>عن التقوى التقوى - أبوسعيد العباسي 12043125_984792511562919_1151121231226312403_n

#سلسلة_وقفات_قرآنية / 16 >>عن التقوى التقوى - أبوسعيد العباسي 12043125_984792511562919_1151121231226312403_n

بسم الله نبدأ...
قال العلي الحكيم ...الغني القويم... في محكم التزيل... آمراً عباده المؤمنين:
((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)).[آل عمران: 102].
## وقفات مع هذه الآية ##
◀ ذكرنا في الوقفة القرآنية السابقة التقوى بها النجاة {وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ، ولا تكون تقياً إلا باتباعك لأتقى الأتقياء و سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم كما بينا في سلسلة من قصص المتقين برقم (14)، وقد كررنا في أكثر من مرة أن التقوى غاية الغايات ، وسوف نبين ذلك ، وهذه الآية أيضاً تتحدث عن التقوى آمراً رب العزة مخاطباً أهل الإيمان وهم أكثر الناس استجابة لأمر الله ، يأمرهم بالتقوى حق تقاته ، وهذا يدل أن التقوى من مقتضيات الإيمان { وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} ، لكن من هو التقي الذي يتقي الله حق تقاته؟ أو ما هو حق التقوى؟
◀ قال ابن مسعود رضي الله عنه - ( اتقوا الله حق تقاته ) "أن يطاع فلا يعصى ، وأن يذكر فلا ينسى ، وأن يشكر فلا يكفر" . وقال ابن عباس ومجاهد :"حق تقاته أن يجاهد في سبيل الله حق جهاده ، ولا تأخذكم في الله لومة لائم ، وتقوموا بالقسط ولو على أنفسكم وأبنائكم".
◀ أما اللفظة الأخيرة فقد فسر ابن كثير رحمه الله في تفسيره لقوله ( ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) أي : حافظوا على الإسلام في حال صحتكم وسلامتكم لتموتوا عليه ، فإن الكريم قد أجرى عادته بكرمه أنه من عاش على شيء مات عليه ، ومن مات على شيء بعث عليه ، فعياذا بالله من خلاف ذلك . وقال البغوي في تفسيره ( ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) أي : مؤمنون ، وقيل مخلصون مفوضون أموركم إلى الله عز وجل وقال الفضيل : محسنون الظن بالله .
◀ الخلاصة : يأمر الله عباده المؤمنين بلزوم تقواه التي تقتضي الوقوف عند حدود الله {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا} ، وتعظيم شعائر الله { ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب} ، والصبر في كل الأمور { إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} ، والتعاون والوقوف مع الصادقين { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين} ، وكل ذلك حسب الاستطاعة { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} ، فمن استمر على هذا الحال إلى الموت عبودية وتقوى { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } سيموت مسلماً مؤمناً تقياً نقياً على أحسن حال { ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}.
========
الآية السابقة : {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا...}
الآية القادمة :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا }
-----
كتبه / أبوسعيد العباسي
يوم الاربعاء – 14/10/2015م
الموافق 1/1/1437هـ