#سلسلة_وقفات_قرآنية / 9 >>عن سر الصلاة - أبوسعيد العباسي

سلسلة #وقفات_قرآنية /9
الآية التاسعة
#سلسلة_وقفات_قرآنية / 9 >>عن سر الصلاة - أبوسعيد العباسي 12196034_984784321563738_1131839812885805568_n

بسم الله نبدأ...
قال القدوس العظيم في كتابه الكريم :
(( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر)) { العنكبوت:45}
== وقفات مع الآية ==
◀ تحدثنا في الآية قبل السابقة عن الاستعانة بالصبر والصلاة ، وقلنا أن في الصلاة سر مهم يجب أن تعرفه ، وفي هذه آية قرآنية نتحدث عن ذلك السر سر الصلاة وثمرتها الفعلية وهي النهي عن الفحشاء والمنكر ، وسنأخذ الآية كلمة كلمة ثم نعرج بكلام المفسرين والسلف .
◀ (أقم الصلاة ) ، ولم يقل أدى الصلاة أو الأمر الصريح "صلي" ، وهنالك فرق بين أداء الصلاة وأقامتها ، #أداء الصلاة : الإتيان بأركانها كاملة ، أما #إقامة الصلاة : فبالإضافة إلى الأركان لا بد أن تكون في وقتها ومع جماعة المسلمين ، وفيها الخشوع وتحقيق للعبودية ، بحيث تنهى الصلاة عن الفحشاء والمنكر.
◀ (الصلاة) : هي الصلة بين العبد وربه خمس مرات وجوباً ومع زيادة لمن يريد التطوع والتقرب من الله... تؤدى بطريقة تعلمنها من الرسول صلى الله عليه وسلم القائل : (صلوا كما رأيتموني أصلي) ، وتركها كفر... لما صح من حديث رسول الله القائل (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). لقد ذكرنا أن من إقامة الصلاة يجب أن تكون في جماعة في المسجد لأن ذلك من فعل الرسول وأصحابه في اقامتهم للصلاة ... وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من التهاون بها فقال : (( ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام ، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار)) .
◀ ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ): تنهى بمعنى تكف ، فتحول بينه وبين إتيان الفواحش والمعاصي ، والسر في ذلك هو التقوى التي هي غاية الغايات ، (الفحشاء) : ما قبح من الأعمال بين الناس كالزنا فهو محرم في جميع الأديان السماوية والوثنية ، (المنكر) : ما لا يعرف في الشرع من مخالفات كسائر المعاصي والبدع
◀ ( ولذكر الله أكبر ): ولذكر الله إياكم أكبر وأفضل وأعظم من ذكركم أنتم له ، وذلك مصداقاً لقوله (اذكروني اذكركم) و كما في الحديث : ( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملإٍ ذكرته في ملإ خير منهم ) ، وقيل : لا شيء أفضل وأكبر من ذكر الله ، وقيل أهم ما في الصلاة ذكر الله من قراءة القرآن والتسبيح ونحوه ، وابتدأت الآية بقوله (اتل ما يوحى إليك من ربك) وفي ذلك أمر من الله لرسوله والمؤمنين بقراءة القرآن ثم الحق الصلاة
◀ وكل ذلك من الذكر وقيل أيضاً القرآن ينهى عن الفحشاء والمنكر ، وفسر البعض الصلاة هاهنا بالقرآن التي ابتدأت الآية عنه مستدلين بقوله (ولاتجهر بصلاتك) أي لاتجهر بقراءتك القرآن .
>> الأثار والأخبار<<
1- عن عمران بن حصين قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله : إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فقال : «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له» .
2- وقد صح الخبر عن سيد البشر قال : «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بصلاته من الله إلا بعدا». وعلق القرطبي في تفسيره على الحديث : إشارة إلى أن مرتكب الفحشاء والمنكر لا قدر لصلاته ; لغلبة المعاصي على صاحبها..
3- قال أبي العالية في قوله : إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قال : الصلاة فيها ثلاث خلال؛ الإخلاص والخشية، وذكر الله، فكل صلاة ليست فيها من هذه الخلال فليست بصلاة، فالإخلاص يأمره بالمعروف، والخشية تنهاه عن المنكر، وذكر الله القرآن، يأمره وينهاه .
4- قال ابن عون ، في قول الله ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) قال : إذا كنت في صلاة ، فأنت في معروف ، وقد حجزتك عن الفحشاء والمنكر ، و ( الفحشاء ) : هو الزنا ، و ( المنكر ) : معاصي الله ، ومن أتى فاحشة أو عصى الله في صلاته بما يفسد صلاته ، فلا شك أنه لا صلاة له .
5- قالت أم الدرداء : ( ولذكر الله أكبر ) فإن صليت فهو من ذكر الله ، وإن صمت فهو من ذكر الله ، وكل خير تعمله فهو من ذكر الله ، وكل شر تجتنبه فهو من ذكر الله ، وأفضل ذلك تسبيح الله .
6- قال القرطبي في تفسيره : الذكر النافع هو مع العلم وإقبال القلب وتفرغه إلا من الله ، وأما ما لا يتجاوز اللسان ففي رتبة أخرى . وذكر الله تعالى للعبد هو إفاضة الهدى ونور العلم عليه وذلك ثمرة لذكر العبد ربه .
-----------------------------------
الآية اللاحقة ضمن السلسلة:
(إلا المصلين) [المعارج:22

» #سلسلة_وقفات_قرآنية / 12 >>عن الصلاة بلا خشوع - أبوسعيد العباسي
» #سلسلة_وقفات_قرآنية / 11 >>عن الصلاة والفلاح - أبوسعيد العباسي
» #سلسلة_وقفات_قرآنية / 5 >>عن التوحيد - أبوسعيد العباسي
» #سلسلة_وقفات_قرآنية / 8 >>عن أجر الصبر - أبوسعيد العباسي
» #سلسلة_وقفات_قرآنية / 3 >> عن الران - أبوسعيد العباسي