سلسلة من قصص المتقين/13
القصة الثالثة عشر
بعنوان: {عيد الخليفة الورع}
◀ روى أن ابنة عمر بن عبد العزيز - رحمة الله عليه - دخلت عليه تبكي ، و كانت طفلة صغيرة آنذاك ، و كان يوم عيد للمسلمين فـسألها ماذا يبكيك؟ قالت: كل الأطفال يرتدون ثياباً جديدة ، و أنا ابنة أمير المؤمنين أرتدي ثوباً قديماً. فـتأثر عمر لبكائها و ذهب إلى خازن بيت المال قال له : أتأذن لي أن أصرف راتبي عن الشهر القادم ؟
◀ فقال له الخازن: و لم يا أمير المؤمنينْ ؟ فـحكى له عمر فقال الخازن : لا مانع ، ولكن بشرط - فقال عمر و ما هو هذا الشرط ؟! فقال الخازن: أن تضمن لي أن تبقى حياً حتى الشهر القادم لتعمل بالأجر الذي تريد صرفه مسبقا ، فتركه عمر و عاد فسأله أبنائه : ماذا فعلت يا أبانا؟
◀ قال: أتصبرون و ندخل جميعاً الجنة أم لا تصبرون ويدخل أباكم النار؟
قالوا: نصبر يا أبانا ... الله أكبر ما أعظم هذا البيت التقي النقي !! وما أعظم هذا الخليفة الراشد خامس الخلفاء الراشدين !
◀ فكم أتمنى لو امتلكنا مثل هؤلاء الثلاثة : الخازن الأمين أو المسئول الأمين ، و الخليفة عمر الورع ، وأبناء عمر الصابرون. كن مثلهم في موقعك ... ضحي بالفاني من أجل الباقي ، اسعى للحلال بورع وتقوى واحذر الحرام فإن النار أولى به واكثر من هذا الدعاء : (اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك).
◀ نستفيد من هذه القصة الأمانة والورع وهو "اجتناب الشبهات؛ خوفًا من الوقوع في المحرمات" ، والصبر لأجل تلك السلعة الغالية >>الجنة<< فلا تغتر بالدنيا وأهلها يامن تريد تلك الدار ، كن تقياً ورعاً وانتبه من الشبهات ، ((فمن تقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضة)) كما في الحديث
ودمتم بخير
كتبه/ #أبوسعيد_العباسي