سلسلة #هيا_نتوب/4
الحلقة الرابعة
بعنوان: أنواع التوبة ((هام جداً))
تحدثنا في الحلقات السابقة عن لماذا التوبة؟وما أهميتها؟ وما المطلوب عند التوبة ؟ واليوم سنتحدث عن أنواع التوبة ، وفي الحلقة القادمة آثار الذنوب والمعاصي ، والتي تليها شروط التوبة؟ ثم أحكامها نعتذر عن نشرها في يوم واحد لترابط الموضوع وأهميته.
يجب معرفة نوع التوبة المطلوبة ، والتوبة التي أنا بها ، حتى نتوب ويتوب الله علينا ((ومن تاب فإنه يتوب إلى الله متاباً)) وهناك حيثـــيتان لتقسيم أنواع التوبة نذكرهما معا كالتالي:
((1)) التوبة ثلاثة أنواع حالاً:
1- التوبة الصحيحة: وهي أن يقترف العبد ذنباً، ثم يتوب منه بصدق.
2- التوبة الأصح: وهي التوبة النصوح، وعلامتها أن يكره العبد المعاصي، ويستقبحها فلا تخطر له على بال، ويتوب بشروط وأحكام التوبة.
3- التوبة الفاسدة: وهي التوبة باللسان، مع بقاء لذة المعصية في القلب.
((2)) التوبة ثلاثة أنواع شكلاً:
1- التوبة العامة : هي التوبة عن الذنوب والمعاصي بصدق وفقاُ لشروط وأحكام التوبة ، مثل التوبة عن الغيبة أو عن الزنا أو الربا أو النظر للمحرمات هذه توبة عامة الناس ، وهم الذين تبدل سيئاتهم إلى حسنات كما قال تعالى ((فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات)). وهنا السؤال: هل توجد توبة أخرى خلاف هذه التي نعرفها؟ الجواب: نعم توجد توبة أعلى منها وأفضل...
2- التوبة الخاصة : وهي توبه لخواص عباد الله ، وهي ليست واجبة بل مستحبة ، وهي أن يتوب العبد من ترك المستحبات ، فيتوب مثلا من تركه لقيام الليل ، أو يتوب من عدم قوله لأذكار الصباح والمساء ، أوريتوب من تركه لصلاة الضحى ، أو عن تكاسله فعل وترك ، وهنا السؤال: هل ترك المستحبات والنوافل من الأعمال معصية ؟ الجواب: طبعا لا...هذه التوبة ليس سببها أنه فعل معصية ، بل سببها أنه قصر في طاعة مستحبة ، وأحس بالندم أنه ترك شيئا يحبه الله فتاب من هذا الترك ، وإلا فهي غير واجبة على العبد ، وأنما مستحبة إن فعلها أخذ أجرا ، وإن لم يفعلها فلا شيء عليه ، وبهذا فهي توبة خواص المؤمنين ومع هذا توجد توبة أعلى مرتبةً منها الأفضل على الأطلاق...
3- توبة خاصة الخاصة :وهي أن يتوب العبد من فعل المباحات فتصبح أعماله كلها #حسنات ولا مكان للمباح ، فلا تندهشوا ستعلمون قريباً لماذا هي الأفضل على الأطلاق ؟؟؟ قد يقول قائل المباحات ليست محرمة فلماذا أتوب منها؟ من قال أن التوبة تكون فقط عن المحرمات ، ولكن التوبة هنا - ركز معي - تكون أن تحول المباحات إلي ثواب وحسنات . نعم يجوز أن تفعل المباحات فالله تعالى يحب أن تأتي رخصه وما أباحه ، فالذي يعرف كيف يحول المباحات إلي مستحبات لاشك أنه أعلى مقام عند الله قال تعالى ((هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)) لكن كيف تكون هذه التوبة؟! توجد طريقة تحول المباحات إلي مستحبات عن طريق #النية_الذكية . كيف؟ إذا نويت أن تفعل المباح فأنوي به أن تتقوي به على طاعة الله مثلا إذا أردت أن تأكل فأنوي به أن تتقوى علي الصلاة ، فإذا لم تأكل لن تستطيع الخشوع في الصلاة ، مثال آخر إنوي بالنوم لتستطيع أن تركز في العمل والعبادة ، أو أنوي بالنوم المبكر الاستقاظ لصلاة الفجر ، والعمل أيضاً عبادة وفيه أجر لكن إذا نويت ، سنعرف الكثير عند ذلك في سلسلة #فرص_للإستغلال ، هذا النية الذكية يسمونها نية تجارة الأبرار، لأنها في الحقيقة للأذكياء حيث يحولون التراب إلى ذهب ، قال بعض أهل العلم :"المؤمن وقت الراحة بالنسبة له طاعة". نعلم أنّ البعض يقول نحن نعرف هذه المعلومات وهي مكررة علينا ، ونحن نقول: لماذا وقت العمل ننساها ولا نطبقها؟! العجيب أن النية سهلة لا تتعب أحدا ، فهل رأيتم أحدا يتعب إذا نوي فالنية بسيطة ؟ فمن الذي يتذكر؟ قال الله تعالى ((وذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين)).
جميع الحقوق محفوظة